[size="6"]
قصيدة ريمة..... وأنين الفراق بقلم د. صادق بن محمد البيضاني
لي ذكريات يطول بسطها في محافظة ريمة ونواحيها، ورغم أني من غير أهلها لكنهم أهلي، وعشت معهم زمناً طويلاً، ولا زالت علاقتي ببعض أبنائها قائمة حتى هذه اللحظة... وقد كتبت فيها وفي نواحيها وفي بعض أصدقائي من أهلها جملة من قصائد الأطلال وقصائد المديح، وقد كتبت هذه القصيدة بعد أن فارقت عزلة " آل الضبيبي " بناحية الجبين، وأنا أشعر وقتها بأنين الفراق، ثم صادف ذلك سحرٌ تم عمله لي لأجل يفرق بيني وبين صديقي " خالد بن علي الضبيبي وإخوانه وهم : محمد وعبد الملك وأنور "، فقلت هذه القصيدة وقت فراقي لريمة ووقت السحر الذي أوجعني تلك الأيام :
1. يا ساكنًا في أرضِ ريمةَ بلغَنْ..... أهلي وأحبابي صريحَ مقالي
2. واذكر لهم شوقي هناك ومُهجتي... وتعثُّرِي فرداً بكلِّ مجالِ
3. واشرح لهم حالي وآلامَ الجوى... بالضيمِ والآهات والأهوالِ
4. واسكب لهم دمْعي شرارةَ غائبٍ... عن دارِهِ والأهلِ والأشبالِ
5. فلقدْ كسبتُ المالَ والعلمَ العلا... لكنْ أنينُ البُعدِ جزّ وصالي
6. والشوقُ يحرقني بنارِ فراقِها ... والبعدُ سيفُ مُحاربٍ قتّالِ
7. والدمعُ يَسْكُبُ نهرَ آهاتي دمًا ... والبوحُ في صمتٍ هناك حِيالي
8. هل سوَّلتْ نفسُ المحبِّ لمحوِها ... من طيفهِ في لحظة استبسالِ؟
9. أو قارَنَتْ روحَ المعاني بعدها ... روحٌ وفيها شارداتُ البالِ؟
10. أو بعدها -يا بُعدها- أنسى الهوى ... والصحبَ والأيامَ في استعجال
11. تتأوه اللحظاتُ دونكِ ريمةٌ... والعمرُ يجري ليس ذا استرسال
12. والآهُ كم يهمي بأنفاسي وما ... في القلبِ إلا ضجةُ الأحوالِ
............................................
13. هي جنةُ خضراءُ في سفحٍ علت... هي درةٌ بيضاءُ حلمُ خيالِ
14. والمسكُ والريحانُ عطرُ سمائها... وهي الشذا روحُ المكانِ العالي
15. هي لؤلؤ هي جوهرٌ وزمرّدٌ... غنى بها الأدباءُ في إجلالِ
16. هي مرتعُ المتأملِ العيشَ الهني... هي جنةٌ هي دوحةُ الآمالِ
17. سيلٌ وغيثٌ والعيونُ تفجّرَتْ... ينبوعُها في وارفٍ وظلالِ
18. خطراتُها نظراتُ أفراحِي وفي ... غمراتِها طيفِي وبيتُ سِجَالي
19. مخضرةٌ -يا ويحَ جنبي- حينما ... أشتاقها وتخونُني أقوالي
........................
20. يا ما هويت مناطقاً في أرضِها.... ميزتْ برونقِ مُلتقاها الغالي
21. فانظر لـ (كسمةَ) و(الجبينِ) و(مَزْهَرٍ)..... بلدِ الطعام، السلفيهْ بعوالي
22. والجعفريةُ، ذو الجبالِ تخايلتْ ... لتغازلَ المجدَ الأشمَّ العالي
23. وتُعيدُ روحيْ الذكرياتُ كأنني ... أزداد بعدَ البُعد في إيغالِ
24. وتهزُّني الأنسامُ أنسامُ اللِّقَا... وتروحُ في الأعمارِ والآجالِ
25. يا ويحَ جنبي إنّني من دُونِها ... كمُكبّلٍ بالأسرِ والأغلالِ
26. إنّي أراها بالفؤادِ وهذه الـ ... ـأغلالُ تسقطُ في السراب البالي
27. متنفسًا أنسامَها، متعطشًا ... ماءَ الحياةِ المُنعشِ السلسالِ
28. وبها اهتمامي واشتياقي يلتظي ... مثل اشتياقِ مسافرٍ للآلِ
29. وأحبُّهمْ وأحِبُّ كُلَّ بِلادِهمْ ... هم سادتيْ الأعلونَ في المثقالِ
30. هم شمسُ أيامي وبدرٌ قد أضا ... ليلَ المتيّمِ هم قوامُ المالِ
31. حتى أتى الحُسّادُ فيّ فأفسدوا ... عشقَ الرُّبا ومكامِنَ الإجلال
32. ولقد بُليتُ بِسِحْرِهم وبكيدِهم ... ولكم شكوتُ مصارعَ الأهوالِ
33. صرفوا المُحِبَّ عنِ الحبيبِ وفرَّقُوا ... بينَ الغياثِ على ارتواءِ رمالِ
34. كالفرقدين نعيشُ دونَ تفرّقٍ ... سكرى بخمرِ الشوقِ والإقبالِ
35. كانتْ ينابيعَ السعادةِ والهنا ... لم تلقَ مني مرةَ إهمالي
36. سأعودُ، والسحرُ الذي زرعوهُ لي ... حقًّا ستبْطُلُ سَجعةُ الصلصالِ
37. لا بدَّ من ضبط الجناة وربنا ... سيدكهم يومًا وباستئصالِ
38. يا ريمةَ الأشواق دونك لهفتي ... يزدادُ بالتفصيلِ والإجمالِ
39. هل غامر الشعراء في إطرائهم... كم أغدقوا في قصة الأطلالِ
40. ما ذنب ذي عشق بها ومتيمٌ... متجملٌ بالحسن والأفضالِ
41. وأنا وهذا البعدُ روحُ حكايةٍ... وإذا الحقيقةُ في شجونِ خيالي
42. إذ كيفَ أنساها وأعشقُ دونَها ... والشمسُ عاريةٌ عن الأمثالِ
قصيدة ريمة..... وأنين الفراق بقلم د. صادق بن محمد البيضاني
https://www.facebook.com/sadeq.albidhani/posts/1311441198938015
[/size]
قصيدة ريمة..... وأنين الفراق بقلم د. صادق بن محمد البيضاني
لي ذكريات يطول بسطها في محافظة ريمة ونواحيها، ورغم أني من غير أهلها لكنهم أهلي، وعشت معهم زمناً طويلاً، ولا زالت علاقتي ببعض أبنائها قائمة حتى هذه اللحظة... وقد كتبت فيها وفي نواحيها وفي بعض أصدقائي من أهلها جملة من قصائد الأطلال وقصائد المديح، وقد كتبت هذه القصيدة بعد أن فارقت عزلة " آل الضبيبي " بناحية الجبين، وأنا أشعر وقتها بأنين الفراق، ثم صادف ذلك سحرٌ تم عمله لي لأجل يفرق بيني وبين صديقي " خالد بن علي الضبيبي وإخوانه وهم : محمد وعبد الملك وأنور "، فقلت هذه القصيدة وقت فراقي لريمة ووقت السحر الذي أوجعني تلك الأيام :
1. يا ساكنًا في أرضِ ريمةَ بلغَنْ..... أهلي وأحبابي صريحَ مقالي
2. واذكر لهم شوقي هناك ومُهجتي... وتعثُّرِي فرداً بكلِّ مجالِ
3. واشرح لهم حالي وآلامَ الجوى... بالضيمِ والآهات والأهوالِ
4. واسكب لهم دمْعي شرارةَ غائبٍ... عن دارِهِ والأهلِ والأشبالِ
5. فلقدْ كسبتُ المالَ والعلمَ العلا... لكنْ أنينُ البُعدِ جزّ وصالي
6. والشوقُ يحرقني بنارِ فراقِها ... والبعدُ سيفُ مُحاربٍ قتّالِ
7. والدمعُ يَسْكُبُ نهرَ آهاتي دمًا ... والبوحُ في صمتٍ هناك حِيالي
8. هل سوَّلتْ نفسُ المحبِّ لمحوِها ... من طيفهِ في لحظة استبسالِ؟
9. أو قارَنَتْ روحَ المعاني بعدها ... روحٌ وفيها شارداتُ البالِ؟
10. أو بعدها -يا بُعدها- أنسى الهوى ... والصحبَ والأيامَ في استعجال
11. تتأوه اللحظاتُ دونكِ ريمةٌ... والعمرُ يجري ليس ذا استرسال
12. والآهُ كم يهمي بأنفاسي وما ... في القلبِ إلا ضجةُ الأحوالِ
............................................
13. هي جنةُ خضراءُ في سفحٍ علت... هي درةٌ بيضاءُ حلمُ خيالِ
14. والمسكُ والريحانُ عطرُ سمائها... وهي الشذا روحُ المكانِ العالي
15. هي لؤلؤ هي جوهرٌ وزمرّدٌ... غنى بها الأدباءُ في إجلالِ
16. هي مرتعُ المتأملِ العيشَ الهني... هي جنةٌ هي دوحةُ الآمالِ
17. سيلٌ وغيثٌ والعيونُ تفجّرَتْ... ينبوعُها في وارفٍ وظلالِ
18. خطراتُها نظراتُ أفراحِي وفي ... غمراتِها طيفِي وبيتُ سِجَالي
19. مخضرةٌ -يا ويحَ جنبي- حينما ... أشتاقها وتخونُني أقوالي
........................
20. يا ما هويت مناطقاً في أرضِها.... ميزتْ برونقِ مُلتقاها الغالي
21. فانظر لـ (كسمةَ) و(الجبينِ) و(مَزْهَرٍ)..... بلدِ الطعام، السلفيهْ بعوالي
22. والجعفريةُ، ذو الجبالِ تخايلتْ ... لتغازلَ المجدَ الأشمَّ العالي
23. وتُعيدُ روحيْ الذكرياتُ كأنني ... أزداد بعدَ البُعد في إيغالِ
24. وتهزُّني الأنسامُ أنسامُ اللِّقَا... وتروحُ في الأعمارِ والآجالِ
25. يا ويحَ جنبي إنّني من دُونِها ... كمُكبّلٍ بالأسرِ والأغلالِ
26. إنّي أراها بالفؤادِ وهذه الـ ... ـأغلالُ تسقطُ في السراب البالي
27. متنفسًا أنسامَها، متعطشًا ... ماءَ الحياةِ المُنعشِ السلسالِ
28. وبها اهتمامي واشتياقي يلتظي ... مثل اشتياقِ مسافرٍ للآلِ
29. وأحبُّهمْ وأحِبُّ كُلَّ بِلادِهمْ ... هم سادتيْ الأعلونَ في المثقالِ
30. هم شمسُ أيامي وبدرٌ قد أضا ... ليلَ المتيّمِ هم قوامُ المالِ
31. حتى أتى الحُسّادُ فيّ فأفسدوا ... عشقَ الرُّبا ومكامِنَ الإجلال
32. ولقد بُليتُ بِسِحْرِهم وبكيدِهم ... ولكم شكوتُ مصارعَ الأهوالِ
33. صرفوا المُحِبَّ عنِ الحبيبِ وفرَّقُوا ... بينَ الغياثِ على ارتواءِ رمالِ
34. كالفرقدين نعيشُ دونَ تفرّقٍ ... سكرى بخمرِ الشوقِ والإقبالِ
35. كانتْ ينابيعَ السعادةِ والهنا ... لم تلقَ مني مرةَ إهمالي
36. سأعودُ، والسحرُ الذي زرعوهُ لي ... حقًّا ستبْطُلُ سَجعةُ الصلصالِ
37. لا بدَّ من ضبط الجناة وربنا ... سيدكهم يومًا وباستئصالِ
38. يا ريمةَ الأشواق دونك لهفتي ... يزدادُ بالتفصيلِ والإجمالِ
39. هل غامر الشعراء في إطرائهم... كم أغدقوا في قصة الأطلالِ
40. ما ذنب ذي عشق بها ومتيمٌ... متجملٌ بالحسن والأفضالِ
41. وأنا وهذا البعدُ روحُ حكايةٍ... وإذا الحقيقةُ في شجونِ خيالي
42. إذ كيفَ أنساها وأعشقُ دونَها ... والشمسُ عاريةٌ عن الأمثالِ
قصيدة ريمة..... وأنين الفراق بقلم د. صادق بن محمد البيضاني
https://www.facebook.com/sadeq.albidhani/posts/1311441198938015
[/size]